وجه طلبة الكتل الإسلامية في جامعات فلسطين نداءً مؤثرًا إلى إخوانهم من طلبة الجامعات وشباب الأمة العربية الإسلامية طالبوهم فيه بنصرتهم والوقوف إلى جانبهم .
وقال البيان : " يا أشقاء المصير الواحد والجرح الواحد والهم الواحد في جسد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائره بالسهر والحمى … نخاطبكم بحق أخوة الدين التي تربطنا ورابطة الدم التي تجمعنا وواجب القربى وحرمة الأرحام … ألا ترون جسدنا وقد أثخنته الجراج ؟! وفؤادنا وقد دميت منه الجوانب …؟! وأرواحنا كيف تصعد إلى بارئها رويدًا رويدًا شاكية شاهدة …؟! أما استفزتكم مشاهدة الأطفال وهم يذبحون وقلوبهم الرقيقة تصرخ فيكم أين أنتم ؟! فليعد كل جوابه يوم يكلمه ربه ليس بينه وبين الله ترجمان … ؟!!
نتساءل ـ ونعلم والله أنكم مثلنا تتساءلون ـ : حتى متى تبقى الأمة في سباتها ؟! ماذا ينتظر العرب والمسلمون ؟! أحين القضاء علينا يتحركون أم حين انتهائنا ينهضون ؟! وكأنهم ما سمعوا نداء السماء (وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ)[النساء/ 75] ، ولا هزهم استنفار ربهم لهم من فوق السبع الطباق : (مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ)[التوبة/ 38] !!
وأضاف البيان مخاطبـًا الشباب : يا صدى صوتنا ، ونداءاتنا في العالم .. لعلنا لا نتقن ـ كثيرًا ـ تنميق العبارات لكن دماءنا النازفة على يد الصهاينة أبلغ من كل كلام !!نخاطب من ؟! إن لم نتوجه لكم أنتم يا طلبة الجامعات ، وشباب الأمة ؟ وكيف لا نكتب لكم ونحن نعلم أنكم بين أقرانكم الأمثل طريقة ، والأقوى شكيمة .. وأن أحدكم ليزداد قدرًا كلما ازداد عمرًا ، وكأنما يصنع تاريخ الأيام بأنامله .. فإذا ما دوّى صوته ، واندفع يسابق الريح نحو غايته زلزل الجبال ، وهز المحتلين ، يا إخواننا : إن السكوت على الباطل لا يليق بكريم .. ولا ينبغي لحر أن يعتزل الحرب وقومه يُطعنون .. يا إخواننا : إننا لا نحب أن نرى السوس يأتي على خضراء أمتنا بما كسبت يداها حتى ترى اللص ينفرد ببعضها فيما بقيتها كل خلف جداره يرقب في صمت !
أأمـوت في كـف اللئام وأنتـم حولي ولم يهـززكم استنجادي ؟!
أتودعوني حيـث أقتل صـابرًا بـيد اليـهود وتستباح بـلادي؟!
أأمـوت في كـف اللئام وأنتـم حولي ولم يهـززكم استنجادي ؟!
أتودعوني حيـث أقتل صـابرًا بـيد اليـهود وتستباح بـلادي؟!
وتابع البيان : يا طلبة الجامعات في وطننا الكبير ، وأنتم يا شباب الأمة وعدتها لغد وما بعد غد : إلى متى هذا الصمت ؟ إلى متى فإن الأمة التي لا تثور بعد كل هذه الصدمات المتواصلة والجراح النازفة متحدة أمام تكالب الأعداء حريّة أن يستبدل الله بها قومـًا (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ )[المائدة/54] وحق على رجالها أن يدفنوا وهم أحياء .. وأن يرقدوا في مهاد الذل لا ليستريحوا ولكن لتستجاب فيهم دعوة خالد بن الوليد : فلا نامت أعين الجبناء ! ولن تكون إلا في زوايا النسيان وعالم النكرات وسقط المتاع وذيل القافلة .. وينتقصها كل ضعيف ويعوي عليها كل نابح ، وسيُطوى ذكرها ويُمحى أثرها … (حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)[الرعد/11].
يا شباب العلم والتعليم .. يا أمل فلسطين جوهرة العالم .. نحن إخوانكم على مقاعد الدراسة في جامعات فلسطين إلى جانب حملنا للكتب نعد للكتائب والشدائد .. فانصروا قضيتنا وحركوا الرأي العام في بلادكم وكونوا رسل جهادنا وبريد قضيتنا إلى شعوبكم .. ثوروا الناس واحشدوا لنصرتنا ، وشكلوا من مجتمعاتكم قوى ضغط تجبر الحكام على نصرتنا وتمنعهم من خذلاننا .
اعلموا .. أن كل مسيرة وكل كلمة وكل بيان ، وكل معرض ، وكل صورة ، وكل لافتة تنصرون بها قضيتنا وتحركون بها الرأي العام في بلادكم ، إنما ترفعكم في ضمير الأمة وعند الله الذي لا يضيع أجر المحسنين .. كما تشدون بها أزرنا وتطمئنوننا أن خلفنا إخواننا يألمون لألمنا ، يدمون لجراحاتنا ، ولا يخذلوننا أبدًا ولا يسلموننا لعدو لا يرحم .
ومضى طلبة الجامعات بفلسطين إلى القول : أيها المشتاقون إلى فلسطين كل فلسطين .. إننا نطمئنكم أننا على العهد ولن نخونه ، وستظل دماؤنا النازفة تعلن في سمع الزمان أن هذه الأرض لن تنصاع لأقدام الغزاة ، ولن تنام لمحتل في ديارنا عين أو يغمض له جفن أو يقر له قرار ما دام شعبنا يمضي على خيار الجهاد والمقاومة .. واعلموا أنكم الدائرة الأوسع لهذا الخيار .. فكونوا إلى جانبنا.
لا تكونوا عدسة كاميرا الانتفاضة .. بل كونوا جزءًا من الحدث الذي تلتقطه عدسة الكاميرا .
لا تكونوا عدسة كاميرا الانتفاضة .. بل كونوا جزءًا من الحدث الذي تلتقطه عدسة الكاميرا .
واختتم النداء بالقول : أيها العرب .. أيها المسلمون .. نحن عنكم .. ورأس الحربة والجدار الأول ، والمقاتلون الأوائل ، والمدافعون عن شرف الأمتين العربية والإسلامية فلا تخذلونا ، فإن لم تستطيعوا أن تقاتلوا معنا الآن فلا أقل من أن تبيّتوا النية ، وتحملوا هم القضية وتدعموا انتفاضتنا ما استطعتم إلى ذلك سبيلا .. معنويـًا وإعلاميـًا .. ولن ننسى لكم ذلك .. وسيسجله التاريخ .
ــــــــــــــــ
المصدر : مجلة " الفتيان " .
ــــــــــــــــ
المصدر : مجلة " الفتيان " .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق