"الفضائية "زين"البث العربي القنوات الراديو " youth-groupibbye12

0

إن الطموح العربي في مجال البث الإعلامي لم يغز الفضاء ولم يخترع إحدى تقنياته ، لكنه تسلق ليسترق السمع للتقليد والمحاكاة بل انسلت إحدى محطاته السبع والسبعين (ما بين محلية وفضائية) وهي "المستقبل" اللبنانية لتدشن في مدينة الإعلام بدبي محطة وليدة بطريقة الاستنساخ ..
قلنا : محطة عربية جديدة ؟! قالوا "زين" للشباب .. وانطلقت في 25 يناير الماضي مصحوبة بأنغام فرقة كوبية وأصوات فناني الكليب.. فأتبعتها شهاب من صيحات الاستنكار وقليل من علامات الرضا . فما فكرتها وما جديدها ومن تخاطب وبرامجها وما هي ردود الأفعال ؟ سنحاول الإجابة على هذه التساؤلات ، وكانت صحيفة الحياة خصصت تحقيقاً حول القناة ، أفدنا منه أيضاً .
في البداية يقول منسق البرامج بقناة "زين" والمسؤول عن تطوير الفكرة علي جابر والذي يشغل منصب مدير البرامج في "المستقبل" :
الفكرة انطلقت من تلفزيون المستقبل رغبة منا في أن تكون هناك أكثر من قناة موجّهة للشباب
ما بين 13و35 عامـًا ، ونجحنا في إيجاد شريك لتنفيذها هو المدينة الإعلامية بدبي والتي ساهمت بنصف رأس مالها.. وقد أجرى تلفزيون المستقبل (والكلام لا يزال لجابر) دراسة بين الجمهور لتحديد مفهوم عمر الشباب فتبين أنه بين المراهقة وبداية الشيخوخة ، وقد اكتشفنا أن 65% من الشباب العربي دون الخامسة والعشرين ، كما استغرق التحضير لبرامج "زين" عامين ونصف العام .
أما الرسالة التي تود "زين" أن توجهها فيلقي علي جابر علينا بقنبلة دخانية مثيرة للدموع من المآقي منحية الدين جانبـًا فهي توجيه الشباب العربي للبحث عن الحقائق الواقعية كأن نعلمهم ألا يحكموا على الناس مسبقـًا من السمعة أو الدين بل التعرف على حقائق الأمور أولاً .
وعن الذي يطمح إليه القائمون على أمر "زين" قال جابر : أن نبقى محافظين على تقاليدنا كعرب فنحن نعيش عصر العولمة لذا حرصنا على ترويج الفكر العربي والقومية والصراع مع إسرائيل (ولكن) ضمن إطار متطور يشبه إلى حد ما تغليف الحداثة الغربية .
كوكتيل لهجات !وعن طاقم القناة قال : اخترنا المقدمات والمقدمين من كل الدول العربية تقريبـًا كل واحد منهم يعتمد على اسلوبه المنفرد عن غيره ويتعلم بلهجته المحلية وفق متطلبات البرنامج الذي يقدمه ، وتتراوح أعمار هؤلاء المقدمين بين السابعة عشرة والثانية والعشرين بمن فيهم المخرجون والموسيقيون ؛ إذ ليس بالضرورة أن يملك المخرج الشاب خبرة الكبار ! .
"مزاج" … "على الطريق" !
وتحدث منسق البرامج بـ "زين" عن طبيعة البرامج فقال : البرامج متنوعة موجهة إلى الشباب عبر التقديم وفيها جرأة في التصاميم والألوان غير المألوفة عند الجمهور ، لنصل إلى الجمهور الشاب نحتاج إلى أشخاص يخاطبونه بلغته .. أما أهم البرامج فهي "دردشات" وهو شبيه بعالم الصباح "مباشر" و "   Z . sport" و" Z. Mat" رياضيان ، "مزاج" لعرض أخبار الموسيقى والفيديو كليب و"جررنغ" عن مشاكل الشباب والمفاهيم الاجتماعية و"تنتنة" لأحدث ابتكارات الموضة ، و"على الطريق" يجمع 5 أشخاص من طلاب الجامعات لأول مرة يقضون عطلة الأسبوع في مكان واحد يتناقشون في مواضيع يختارونها ، "كلمة" يجتمع فيها فريقان من الشباب في بيت واحد لبحث موضوع يهمهم في الموسيقى والتقاليد وغيرها .
وتوجد فقرة إخبارية لكن يقول أنها تأتي بعيداً عن التقليد الاخباري الذي نعتمده في أخبارنا من مثل "ودّع" و"استقبل" يقدمها 5 شبان مع ترتيب الأحداث وعرضها بصورة مغايرة لما اعتاد عليه المشاهد .
وقال جابر إنه حتى الآن لم يتم إعداد برامج سياسية لكن الأفكار موجودة وتنتظر التنفيذ قريبـًا ، أما البرامج الاجتماعية فقد وعد (منسق البرامج) الجمهور بأن تكون ساخنة جداً ! .
مستقلة ؟!
وعن ارتباط "زين" بـ "المستقبل" يقول علي جابر : نحن لا نسعى لأن نستنسخ أية محطة قائمة فعلية حتى وإن كانت ناجحة في نظر البعض ، ولكنه قال إن "زين" رغم ارتباطها الوثيق بـ "المستقبل" إلا أنه لن تكون فرعـًا لهذه المحطة بل ستكون لها هويتها المستقلة المتفردة عن غيرها ، وأن ما يربط القناتين هو مشروع تعاين على الصعيد الإداري مع إمكانية الاستعانة ببعض الخيارات الفنية ، وفيما يخص البرامج فإن مسؤولية "المستقبل" تتمثل في دراسة الشارع العربي الشبابي وبناء الملاحظات على أساسه واقتراح ما يحتاجه من قضايا .
وعن ساعات البث قال المدير التنفيذي لـ "المستقبل" : مع إنطلاقة المحطة يتوزع البث بين دبي وبيروت لانتاج 12 ساعة يوميـًا تزيد تدريجيـًا في العام التالي لتصل إلى 18 ساعة بحيث يتراوح عدد ساعات البث سنويـًا بين 2500-3000 ساعة وهي نسبة عالية مقارنة مع ما تقدمه المحطة من مواضيع وأفكار تعنى بشؤون الشباب العربي في لبنان كما في أنحاء العالم العربي .
ولن يغطي بث "زين" إلا المنطقة العربية لأسباب قانونية تتعلق بحقوق الملكية الأدبية والعرض في الخارج ويتولى "المستقبل" الفضائي بث المادة الأساسية لـ "زين" فضائيـًا إلى كل من أوروبا وأمريكا واستراليا لتتمكن الجاليات العربية هناك من متابعة البرامج.
تقييم الشباب
واكتملت الحلقة بقيام عدة شرائح من الشباب العربي "المشاهد" بتقييم برامج "زين" وجاءت معظم الآراء التي استطلعتها جريدة الحياة اللندنية متشابهة منفعلة بما شاهدته من ألوان جديدة مختلفة حقـًا ، ولكنها صاخبة صارخة في التغرب والانسلاخ من العادات العربية وحصر اهتمامات الشباب في الرقص والغناء والأزياء ، حتى المذيعون والمذيعات لم يخفوا انسلاخهم منها؛ يظهر ذلك بوضوح من العبارات الأجنبية التي يطلقونها وكذلك من الأزياء التي يلبسونها والتي وصفوها بالمتطرفة ، كما أخذ البعض ميل المحطة لتقديم نموذج واحد أو صورة واحدة للشباب .
سخافات !تقول طالبة جامعية : إنها لا تجد في قناة مثل "زين" حصلت على هذا الترويج الإعلامي والإعلاني ما له علاقة بالشباب العربي وتساءلت "أين هي مشكلات الفتاة العربية المسلمة.. أين هم الشباب المحافظون ؟!.. لذلك ليس غريبـًا أن تقنع تلك الفتاة بتوجيه أسرتها وقرارها منع مشاهدة ما يسمى بالسخافات والاكتفاء بمشاهدة بعض القنوات المحتشمة .
ويوافقها الرأي شاب آخر بقوله : منذ فترة ونحن ننتظر بفارغ الصبر القناة التي أعلنت عن نفسها بأنها شبابية عربية تفاجئنا بأنها غربية مائة في المائة وأضاف : إن المضمون الموّجه لا يمت إلى الشباب العربي بصلة ولا إلى مجتمعنا وخصوصـًا أحد البرامج الذي يتبنى موضوعان حلقاته بعنوان الحرية الجنسية ولا أدري ماذا يقصدون ؟!
سؤالان مهمانويطلق شاب آخر اتهامـًا لـ "زين" بأن هدفها مادي ولا تستطيع أن تحققه إلا من خلال الشباب ، أما هدفها الثاني فهو عرض برامج تتستر تحت عباءة الفكر ومواكبة الحضارة والتطور !
ويوجه شاب رابع سؤالاً مهمـًا : هل وجود "زين" على قمري "عربسات" و "نايل سات" يعني وجودها في كل بيت عربي ! وهل هذه القناة ستربي جيلاً يعّول عليه الآمال في نفض الغبار عن حضارتنا ! وهل مشاهدة الفتيات لـ "زين" ستكون في صالح ثقافتهن وترابطهن بمجتمعهن بل صالح المجتمع العربي برمته ؟!
واتبعت شابة أخرى السؤال بسؤال آخر : لماذا لا يسألون شرائح مختلفة من الشباب عن حاجاتهم قبل أن يقدموا لهم البرامج ؟ وقالت إ "زين" كغيرها من القنوات تستهدف الانتشار عبر الفتيات الجميلات غير المحتشمات وهذا أمر عفا عليه الزمن !
انفتاحية !والتقطت الخيط فتاة جامعية فقالت : من خلال متابعتي لـ "زين" تبيّن أنها قناة انفتاحية أكثر من اللازم وليس بها مواد جذابة وعميقة تجسد وعي الشباب بهمومهم وعلاقتهم بالعالم ، ووصفت برنامج "دردشات" بأن حواره شبه ميت والجمل غامضة ، وختمت بقولها : ليس لدي الوقت الكافي لمتابعة قضايا سطحية وهامشية تعالج باسلوب بدائي تقليدي ! كما أنها تتضمن برامج تستهين بعقل الشباب وتصورهم في حالة غير جادة .
اغتراب !يقول أحد الكتاب الشباب : إن المحطة في يوم بثها الأول صدمت الجميع ولم يصدق أحد عن هذه القناة العربية حيث يفترض فيها أن تتمتع بالحد الأدنى من المبادىء والأخلاقيات والأعراف الاجتماعية والدينية ، بل ذهب إلى القول أن هذه القناة تهدف إلى تدمير الشباب وتحطيم ما بداخلهم من الأسس التربوية والأخلاقية ، فهي تتفنن في الدعوة للتفسخ والعري ، وأمنّت على قول الأديب الشاب عارضة أزياء شابة بقولها : إن "زين" تهدد جيل الشباب ولا تتفق مع تطلعاتهم وهمومهم وقضاياهم ، وأن كل ما بثته القناة في عرضها التجريبي يقودنا إلى الاغتراب ويؤدي إلى مستقبل مخيف ومجهول ، حتى المذيعون والمذيعات تناسوا اللغة العربية الأم وراحوا يقدّمون برامجهم بخليط من العربية والإنجليزية والفرنسية .
سطحية !ويؤكد مجموعة من الشباب على أن "زين" صرعة جديدة مبالغ في تطرفها وهي أقرب للشباب اللبناني وتتميز بالسطحية ، وأجمعوا على أنها مسلية باسلوب مختلف عما اعتدنا على مشاهدته لكنه لا يمثلنا ، أما عن الجديد فقد شدتنا في البداية طريقة ارتداء الملابس والمكياج وطريقة الكلام المطعّم بالمفردات الأجنبية فهذا يؤدي إلى ردة فعل عكسية لدى الشباب .. إن هذه المحطة تقدم صورة للشباب المتحرر الذي لا يمثل إلا واحدًا في الألف .
ويؤكد هؤلاء الشباب أن المحطة واهمة إذا اعتقدت أنها بذلك الأسلوب تصل إلى الشرائح المختلفة في الوطن العربي فهي مخطئة لكن هدفها هو تقديم صورة جديدة مطلوب من الشباب العربي أن يقلدوها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الإرشيف

Followers

جميع الحقوق محفوظه © شباب اللواء الأخضر