"p7" شباب بريطانيون يعتنقون الإسلام ويطالبون بـ"عودة الخلافة"!

0

منذ أحداث أيلول (سبتمبر) عام 2001 والغرب ينظر إلى الإسلام نظرة مختلفة. بعضهم خائف, ويتصور أن كل مسلم يساند الإرهاب ويعمل على ترويع الغرب, فيما بعضهم الآخر يبحث في أسباب ربط الإسلام بالعنف. وأدت بعض هذه التساؤلات إلى توجه نسبة من الشباب البريطانيين إلى دراسة الإسلام من خلال التعرف على مجموعات إسلامية مختلفة في بريطانيا... وما أكثرها! من "حزب التحرير" الذي ينادي بعودة الخلافة إلى العالم الإسلامي, إلى منظمة "المسلمون في بريطانيا" التي تعمل من أجل تقبل الدين الإسلامي في المجتمع وتبذل جهوداً مع الحكومة البريطانية لتوعية البريطانيين عن الإسلام. وكان آخر النشاطات في هذا المجال "أسبوع توعية عن الإسلام" الذي نظم بالتعاون مع "المجتمع الإسلامي في بريطانيا" خلال الأسبوع الأول من الشهر الماضي.

وشهدت بريطانيا اعتناق شخصيات بارزة الإسلام, من جو أحمد دوبسون, ابن فرانك دوبسون وزير الصحة البريطاني السابق, إلى سيدة المجتمع جمايما غولدسميث التي أسلمت بعد زواجها من لاعب الكريكت الشهير عمران خان. وتختلف طرق إسلام هؤلاء. الزواج, الأصدقاء, دراسة الدين والسعي إلى معرفة المزيد... وكثيراً ما تساهم مجموعة إسلامية في شكل فاعل في إسلامهم.

ومن المجموعات التي اشتهرت في لندن "أنصار الشريعة" التي يقودها الشيخ أبو حمزة المصري وعرفه المجتمع البريطاني بتأييده العلني لأسامة بن لادن. وقال الشيخ أبو حمزة لـ"الحياة" إن أسباب إشهار شباب بريطانيين إسلامهم تختلف, "بعضها سياسي أو أمني أو ناتج من غضب". وأضاف أن "الاهتمام السياسي لبعض الشباب وخيبة أملهم في الواقع السياسي يقودهم إلى الإسلام" وهذا ما يجذب مجموعة من الشباب البريطانيين إلى "حزب التحرير" السياسي.

ويقول عبد القادر ديفيز (31 عاماً) الذي اعتنق الإسلام عن طريق الحزب, إن الفضل في إسلامه هو "الجانب العملي للإسلام وحزب التحرير شدني إليه". وتعرف عبد القادر, الإنكليزي الأصل, إلى أعضاء في الحزب خلال دراسته في جامعة شيفيلد وهم عرفوه بالإسلام وبمنهجهم السياسي الذي يدعو إلى إعادة الخلافة. وكثير من الشباب الذين يسلمون يتعرفون إلى شباب من عمرهم يدعونهم إلى الإسلام ومن ثم إلى العمل الفعلي للدعوة. ويوضح عبد القادر أنه أعجب بـ"البنية الثقافية التي تسند البنية الروحانية في الدين الإسلامي".

وتعيش غالبية البريطانيين الذين أسلموا بسلام في مجتمعها إلا أن بينهم من يؤيد تنفيذ عمليات عنف. وتصدرت هذه القصص, كغيرها من القصص المثيرة للجدل, الصحف البريطانية. وجعلت هذه الحوادث بعض البريطانيين يربطون بين الإسلام والإرهاب. ويشير عبد القادر في هذا السياق إلى تعليق زوجة والده بعد أن رزق بولد: "هل ستبعثه ليفجر نفسه؟". ويقول إن تعليقها الساخر جعله يفكر أن "الصراع الآن فكري ولكن الجهاد الحقيقي هو حمل السلاح وعندها سأحاول جهدي".

ويقول عبد الله الذي أشهر إسلامه عام 1998 ويدعو الآن إلى الإسلام من طريق الخطب وعبر الإنترنت, إنه قرر أن يعتنق الإسلام كي يجد "ما ينقذني من حال اليأس التي وصلت اليها". وكان عبد الله يعاني من مشكلات شخصية, والإفراط في شرب الكحول والانفصال عن زوجته وفقدان وظيفته, ما جعله يبحث "عما هو أفضل". ويضيف: "بعد خوض تجارب عدة وقراءة كتب عن مختلف الأديان والأفكار, كانت قراءتي للقرآن الخيار الأخير, عندما قرأت القرآن قلت لنفسي: وجدت ما كنت أبحث عنه".
ويقول عبد الله إن نظرة الاستغراب إلى الغربيين الذين اعتنقوا الإسلام لا تنحصر في المسلمين فقط: "عندما كنت مسيحياً وآخذ الإنجيل معي للقراءة في مكان عملي, كان ينظر الآخرون إليّ كإنسان غريب الأطوار ويبتعدون عني". ومثل هذه التجارب تدفع البعض إلى المزيد من العزلة عن المجتمع العام, فعبد القادر لا يصادق إلا المسلمين وعائلة عبد الله رفضت تقبل إسلامه. وفي الأساس لم تكن علاقته بها جيدة.

ولكن كل التجارب ليست متشابهة، حمزة يونغ (25 عاماً) وأصله من هونغ كونغ, أسلم قبل 4 أعوام بعد مصادقة مسلمين في الجامعة. وسكن حمزة مع والدته غير المسلمة أشهراً قليلة. ولا يرى مشكلة في التعامل مع غير المسلمين ويرى أن كل عضو في "حزب التحرير" "سفير يعمل من أجل عودة الخلافة ومن أجل حماية الهوية الإسلامية". ويرى حمزة أن "قيمنا وهويتنا تهاجم وهذا يجبر المسلمين على سؤال: هل نحن مسلمون أم بريطانيون؟". وعند توجيه السؤال نفسه إلى حمزة, يجيب: "بريطانيا مثل غيرها من أراضي الله. ارتباطنا الأول بالإسلام. وما يربطنا غير هذا إلا المصالح المادية".

ويتحدث جمال (43 عاماً) عن إشهار إسلامه قبل 17 عاماً وعن عدم مواجهته مشاكل مع عائلته أو مكان عمله. ويؤكد بثقة عدم وجود اصطدام بين هويته الإسلامية والبريطانية إذ "إننا نعيش في دار الكفر ولكننا نعمل من أجل تغيير هذا, ووجودي هنا يعني أنني أستطيع العمل العلني من أجل هذا". ويعترف جمال بأن الحريات التي يعطيها قانون الدولة البريطانية تسمح له بممارسة دعوته. لكنه يعمل من أجل تغييرها في أية حال.

ولا يلتحق كل من يسلم بجماعة إسلامية أو تنظيم معين. فمايكل يونغ أسلم بعد السفر في بلدان عربية عدة, وبعد التعرف إلى سيدة مسلمة قرر اعتناق الإسلام ليتمكن من الزواج بها. لكنه يؤكد أن تعرفه إلى زوجته كان نقطة التعرف على الدين وليس السبب الرئيسي. ولد مايكل لعائلة كاثوليكية تقبلت اختياره الشخصي, خصوصاً أن والديه متمسكان بالكاثوليكية ودرسا الأديان السماوية. وفي حديثه يبدو مايكل مرتاحاً بخياره وهويته كمسلم بريطاني: "لا يوجد صدام بين كوني مسلماً وبريطانياً. فلم أتغير كلياً, ما زلت ألبس الملابس نفسها ما دامت العورة مغطاة, ولم أغير اسمي لأن الاسلام لا يستدعي ذلك". ويضيف أنه ضد السياسات الخارجية لبريطانيا "حتى إن لم أكن مسلماً, فالسياسة منفصلة عن الدين بالنسبة إلي" حسب قوله. ويحاول توعية البريطانيين وغيرهم حول أخطاء هذه السياسات عبر كتاباته من خلال شبكة الإنترنت. ويشير إلى موقع "إسلام أون لاين" الذي يتيح له فرصة التعبير عن رأيه والتواصل مع من يريد معرفة المزيد.
ـــــــــ
الحياة 2003/11/25

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الإرشيف

Followers

جميع الحقوق محفوظه © شباب اللواء الأخضر