حكايات من واقع الشباب!! "المراهقة" "youth-groupibbye25"

0

مسايرة كل ما هو جديد وغريب.. والغضب لأقل الأسباب

"المراهقة" هي المرحلة التي تتفتح خلالها الزهور.. هي بداية الإدراك والتمييز لمعنى الحياة والوجود.. فيها تتبلور الشخصية وتبدأ في البحث عن الذات.. تتحول من الاستقبال والتلقي إلى البناء والانطلاق وأحياناً الجموح.
ولذلك كان لا بد في تلك المرحلة الحرجة من العمر من مشاركة الأسرة والمجتمع والمدرسة في إرساء دعائم شخصية المراهق أو المراهقة وثبيت أقدامهم على الطريق الصحيح، لكي ينشأ مجتمع قوي سوي سليم.
غير أن الذي نلاحظه باستمرار، هو أن نسبة لا يستهان بها من جيل الشباب في هذا العصر، يحاولون باستمرار تتبع كل ما هو جديد من "صرعات الموضة" ، سواء في المبلس أم المأكل ، أو حتى أسلوب الحياة؛ اعتقاداً منهن بذلك يسايرون طبيعة العصر، في حين أنهم قد لا يدركون أن تلكم السلوكيات قد ترتد عليهم بأضرار كبيرة ولا حصر لها .

شرين الطيب مدرسة ثانوي، تقول: وجدت إحدى الطالبات وقد أحضرت كعكعة حمراء على شكل قالب وحاولت أن تخفي تحت الزي المدرسي بلوزة حمراء وكان معها بعض الورود الحمراء أيضاً.
وقد تعجبت كثيراً من هذه التصرفات ثم تذكرت أن الصحف والمجلات الأجنبية نوهت بما يسمى عندهم بعيد الحب.
عندما سألت الفتاة لماذا أحضرت هذه الأشياء؟
في البداية ادعت أنها مجرد محض صدفة، اقتربت منها أكثر وبدأت أشرح لها ولزميلاتها ما هو عيد الحب (في الثقافة الغربية) ، ملخص القصة أنه عندما تحول فالنتينو من الوثنية إلى المسيحية أنكر عليه مجتمعه هذا الاتجاه وقاموا بإعدامه، فاعتبر الناس ذلك اليوم هو يوم الوفاء له ، وسُمي عيد الحب، فهل بعد كل هذا نشاركهم ونحتفل معهم؟
وهنا أنكرت تلميذاتي في صوت واحد هذا الاحتفال، وقلن: أنت على حق يا أستاذة! ومن واقع هذه التجربة وغيرها أرى أن خير وسيلة لإقناع المراهق أو المراهقة هي المناقشة الجادة، البعيدة عن الأوامر، فقد تحاول البنت أن ثبت شخصيتها بالاندفاع وراء الأفكار المستوردة، لكن المناقشة تنمي بداخلها النظرة السليمة التي جبلها الله عليها وتفتح بداخلها ينابيع الخير والهداية، وتحرص كذلك في المدرسة على عقد الندوات الدينية التي توجه البنات بشكل غير مباشر إلى الهداية والصواب، وتفتح أمامهم مجال الأسئلة في أمور الدنيا والدين.

الريجيم وصديقتي الصغيرة
الدكتورة حسن عاصم غلام تقول: عندي 4 أبناء أكبرهم بنت تبلغ من العمر 13 عاماً، تتطلب طبيعة عملي قضاء ساعات طويلة من النهار خارج المنزل، ولذا فإنني أحاول تعويض أولادي عن غيابي عنهم بالهدايا والحلوى والشوكولاتة.
وقد لاحظت على ابنتي الكبرى أنها بدأت تمتنع عن تناول الحلوى وأحياناً لا تأكل أي شيء على الإطلاق، وعندما سألتها عن السبب أجابت أنها بدأت في عمل ريجيم لتخفيف الوزن، مع أنها لا تعاني زيادة الوزن إلا قليلاً، حاولت أن أوجهها لكنها رفضت، ثم قمت بتجهيز الأكلات المنخفضة السعرات الحرارية ولم تستجب، وظلت على هذه الحالة فترة طويلة ما أدى إلى إصابتها بالهزال الشديد حتى كان اليوم الذي فأجأتها حالة إغماء في المدرسة، وهنا أخذت إجازة من عملي وبقيت بجانبها أهتم بها وأعطيها المقويات والعصائر والأكل الصحي حتى أخذت ابنتي في التحسن تدريجياً بقينا معاً ساعات طوال تحكي لي عن زميلاتها وعن نكاتهن وعن دراستهن فأدركت سر الريجيم الذي اتبعته، فقد كان محاولة لتخفيف الوزن وفي الوقت نفسه لجذب انتباهي إليها، وقد أخبرتني فيما بعد بأنها كانت تحتاج إلى الاهتمام والحب مني أكثر من الهدايا والحلوى.
وبالنسبة لي، كنت أعتبرها قد كبرت ولذا أوليها اهتماماً أقل من إخوتها الصغار، والآن أصبحت لي صديقة جديدة صغيرة هي ابنتي تستشيرني وأستشيرها وأشركها معي في شؤون إخوتها، أحاول أن أجعلها تحس بذاتها وأحاول أن أحتويها وأعطيها الحب والأمان والاهتمام.

شهادة تفوق مزورة
الدكتورة فايزة العسال طبيبة الأسرة تقول: تتميز مرحلة المراهقة بتغيرات هرمونية حادة ؛ ما ينعكس على المراهق ونفسيته فيشعر في بعض الأحيان بالغضب والثورة لأقل الأسباب، وأحيانا قد يشعر بالاكتئاب وعدم التركيز، وقد جاءت لي إحدى المراجعات تشتكي من ابنتها وتأخرها الدراسي، وكيف أنها في محاولة منها لإخفاء هذا التأخر، قامت بتزوير الشهادة التي حصلت فيها على درجات ضعيفة وقدمت لولي أمرها شهادة متفوقة.
ثم طلبت منها الأستاذة استدعاء والدتها فانكشفت الحقيقة التي حيرت الأم فلجأت إليَّ لتسألني عن الحل، استدعيت الابنة وكانت تبدو في حالة من الشحوب والضعف وتشتكي من الصداع المزمن وعدم القدرة على التركيز.
بدخول الفتاة مرحلة المراهقة امتنعت عن الكثير من الأطعمة المفيدة وأخذت في التركيز على الشيبس والعصائر، وبتحليل نسبة الهيموجلوبين ثبت إصابتها بالأنيميا الحادة نتيجة نقص تناول الحديد والفيتامينات وخصوصاً "ب" المركب والحديد.
ولذا أنصح الأمهات أن يولين العناية والرعاية الصحية والنفسية للبنات في تلك المرحلة، وكذلك تقوية الوازع الديني لديهن الذي يؤدي إلى الشعور والاطمئنان، وبالتالي تمر فترة المراهقة وقد ازدادت البنت إيماناً وصلابة وقدرة على مواجهة الحيا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الإرشيف

Followers

جميع الحقوق محفوظه © شباب اللواء الأخضر